نار: حرق الذات

تلميذ يحرق ذاته احتجاجا على اقصائه من الدراسة

حرق الذات بسبب الاقصاء من الدراسة

بعد ان أقصته ثانوية جابر بن حيان، بحاسي بلال بمدينة جرادة، قام تلميذ بإضرام النار في جسده حيث انتابته هستيريا عصبية فسكب كمية كبيرة من البنزين فوق رأسه و أضرم النار في جسده، الأمر الذي أفضى إلى مشهد فظيع وسط الثانوية حيث سجلت حالات إغماء عديدة و يبلغ التلميذ 18 سنة. و حدث هذا بعد عصر يوم الاثنين 28 أكتوبر.

سبب الفاجعة

و ذكر ان سبب الفاجعة يعود إلى أن التلميذ كان قد تقدم باستعطاف من أجل استئناف الدراسة بمؤسسة جابر بن حيان، حيث كان يدرس في السابق، بعد أن جرى توقيفه، فلم تستجب إدارة المدرسة لطلبه.

و قد نُقل التلميذ الذي أصيب بحروق كثيرة، خاصة على مستوى الوجه، إلى المستشفى الإقليمي بجرادة، غير أنه بسبب ضعف وسائل وأنظمة الإنعاش بهذا المستشفى، تم نقل الشاب المصاب إلى مستشفى الفارابي بوجدة في حالة وصفت بالخطيرة.

و يعتزم زملاء التلميذ في ثانوية جابر بن حيان بحاسي بلال تنظيم وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء، بحضور العديد من فعاليات المجتمع المدني بجرادة، والمهتمين بالشأن الحقوقي.

السبب الحقيقي وراء حرق الذات

حرق الذات مسألة خطيرة و فظيعة في نفس الوقت و لا يمكن أن يتم اختزال السبب و راء الحادث في مجرد رفض طلب الاستعطاف من طرف الثانوية. الأمر أعمق من ذلك. فلا مجال أن نحجب أشعة الشمس بالغربال. هناك أزمة عميقة في المجتمع، و النظام التربو ي جزء بسيط من الازمة. فلا أحد يريد أن يتحمل مسؤوليته. كل المحاولات التي قامت بها الدولة لاصلاح المنظومة التربوية بائت بالفشل. و الاسرة المغربية مشتتة و تنتظر من المدرسة أن تقوم بكل شيئ و رجال و نساء التعليم يعانون من الاكتضاض و ظروف العمل المتعبة. و أظن أن الدولة يجب أن توفر أماكن لكل الشباب ليتكونوا في ظروف مريحة. فلا مجال لأن نترك أي شاب عرضة للضياع. فمن لم يستطع مسايرة التربية النظامية، كما يبدو قد حدث لهذا الشاب، يجب أن يتمكن من اتباع تكوين يمكنه من صقل مواهبه و يستفيد منه المجتمع.