تعريف الزنا في الإسلام

ما تعريف الزنا في الإسلام وماهو حده؟

مقدمة

يعتبر الزنا من المواضيع الدينية التي تثير الكثير من الجدل والاهتمام في العالم الإسلامي. يرتبط هذا الموضوع بقضايا دينية وأخلاقية معقدة، حيث يُناقش دوره في الإسلام وحكمه والتفسيرات المتعددة لهذا المصطلح الحساس. في هذا المقال، سنقدم نظرة شاملة حول مفهوم الزنا وحكمه في الإسلام، متناولين النصوص القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بهذا الموضوع، بالإضافة إلى تسليط الضوء على اختلافات المفاهيم والتفسيرات حوله.

ستحاول الإجابة عن الأسئلىة التالية: ما هو تعريف الزنا ؟ ما حكم الزنا في الإسلام ؟ ما هي الإختلافات بين الدول الأسلامية في التعامل مع الزنا في قوانينها؟ ماذا يقول الفقهاء الذين يتشبتون بظاهر النص وما هي الآراء المختلفة لحد الزنا عند بعض الفقهاء ؟

تعريف الزنا

تعريف الزنا وحكمه
تعريف الزنا وحكمه

معنى الزنا اصطلاحا “إتيان الرَّجل المرأة من غير عقد شرعيّ.” والزنا، ويشار إليها أيضا بالفحشاء، هو مصطلح يشير إلى إقامة علاقة جنسية بين شخصين بدون زواج، ويعتبر الزنا في كثير من الأديان والملل فعلاً محرماً وغير أخلاقي، وهناك العديد من الأشخاص يعارضون استخدام مصطلح “الزنا” ويفضلون استخدام مصطلح “الجنس خارج العلاقة الزوجية”.

وممارسة الزنا تتفاوت أهميتها ما بين الثقافات والمجتمعات، ففي الدول الغربية تم الحسم في الأمر ووضعوا قوانين وضعية ترجح كفة الحريات الشخصة وإباحة العلاقات الجنسية الرضائية. أما في كثير من الدول الإسلامية ما زال التعامل مع الزنا كجرم يحرمه القانون، تترتب عن فعله عقوبات تتفاوت في حدتها وشدتها بين الدول الإسلامية.

بعد تعريف الزنا، دعونا نسرد بعض النصوص التي تحرمه.

ما هي النصوص التي تحرم الزنا في القرآن والسنة

إليكم مجموعة من النصوص من القرآن ومن السنة تتحدث عن الزنا.

يقول القرآن:

سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)” سورة النور.

“وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” سورة الإسراء

“وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ” سورة المؤمنون.

“وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا” سورة الفرقان.

“قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” سورة الأعراف.

ومن الأحاديث النبوية الشريفة، إليكم هذه النصوص:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “لا يزني الزَّاني حينَ يزني وَهوَ مؤمنٌ ..”

وعن أبي هريرة أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: “إذا زنى العبدُ خرج منه الإيمانُ فكان على رأسِه كالظُّلَّةِ، فإذا أقلع رجَعَ إليه”

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إذا ظهر الزِّنا والرِّبا في قريةٍ فقد أحلُّوا بأنفسِهم عذابَ اللهِ”

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: “ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ: شَيْخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعائِلٌ مُستَكْبِرٌ”

بعد تعريف الزنا وسرد النصوص التي تحرم هذا الفعل، لنلقي نظرة على شروط ثبوت الزنا.

ثبوت الزنا

متى يتحقق الزنى؟

حسب الشيخ الشيخ صالح الكرباسي، فإن من شروط ثبوت الزنا:

 إدخال الحشفة 1 قُبُلاً أو دُبُراً ، لثبوت النص بأن التقاء الختانين يوجب الغسل و المَهْر و الحد ، و عليه فلا يتحقق الزنى بالضَّم و التقبيل و التفخيذ ، و ان كان محرماً يوجب التعزير

صالح الكرباسي

ويضيف الشيخ ثلاث شروط أخرى لثبوت الزنا وهي البلوغ والعقل والعلم.

بالنسبة للبلوغ والعقل يشير إلى النص التالي:

عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 “رُفِعَ الْقَلَمُ عن ثلاثة: عن النائم حتى يَسْتَيْقِظَ، وعن الصبي حتى يَحْتَلِمَ، وعن المجنون حتى يَعْقِلَ”

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد

أما بالنسبة للعلم، فحسب الشيخ الجاهل عن تقصير يستحق العقاب يوم القيامة، و لا عقوبة عليه في الدنيا.

حكم الزنا في الإسلام

في البلدان الإسلامية الأكثر تشددا في قوانينها الشرعية، يتم تجريم الزنا ويقام حد الزنا على مرتكبيه حسب وضعه الاجتماعي، فحد المتزوج يختلف حسب تفسيرهم عن حد غير المتزوج.

حد غير المتزوج

وهكذا فحد غير المتزوج يكون بالجلد ثمانين جلدة والتغريب، بحيث أن غير المتزوج لا يقتضي إقامة حدّ القتل عليه لأنه غير محصن ويُجلد ولا يُقتل.

حد المتزوج

حد الزنا بالنسبة للمتزوج حسب تفسيرات فقهاء بعض الدول المتشددة هو إقامة حدّ الزاني المحصن، وهو الرجم حتى الموت، ويجب تنفيذ الرجم على الفاعل والمفعول به إن كان كلاهما محصنًا.

نظرة مختلفة لموضوع تعريف الزنا

يجب التذكير هنا أن كثيرا من الدول الإسلامية لا تقيم هذا النوع من الحدود على مرتكبي الزنا سواء كانوا متزوجين أو غير متزوجين. فهناك تفتسيرات أكثر تسامحا تحاول أن تلائم القوانين مع الواقع المعيش، وتنطلق هذه التفسيرات من فكرة أن العصر الذي نعيش فيه يختلف كثيرا عن الحقبة التي ظهرت فيها هذه الحدود المتشددة على مرتكبي الزنا.

والنقاش جار على قدم وساق لإعادة النظر في كثير من هذه الحدود الشرعية. فأبو حفص مثلا يقول بأن الأئمة الأربعة اتفقوا على الإيجاب والقبول في الزواج. ويقول بأنه يجب إعادة التفكير في مفهوم الزنا وتجريمه بالشكل الذي هو عليه الحال قي القانون المغربي.

كما يُذكر بأنواع النكاح التي أجازتها كثير من المذاهب الإسلامية والتي لا يشترط فيها عقد زواج بالمفهوم المعاصر، كالنكاح المسيار ونكاح المتعة.

خاتمة

في ختام هذا المقال، يظهر أن تعريف الزنا في الإسلام يمتزج بين الجوانب الدينية والأخلاقية، حيث يتم تقييمه في ضوء النصوص الدينية والتفسيرات المعاصرة. يظهر النقاش حول حكم الزنا وتطبيقه في العالم الإسلامي تباينًا واضحًا بين الدول والمجتمعات، حيث يتم التعامل معه بطرق مختلفة بناءً على التفسيرات الفقهية والثقافية. في نهاية المطاف، يبقى تفهم الزنا في الإسلام موضوعًا يحتاج إلى تفسير دقيق ومتوازن يأخذ في الاعتبار السياق الثقافي والديني للمجتمعات المختلفة.