طرائف البخلاء والنحويين ومدعيي النبوة

من نوادر العرب، طرائف البخلاء والنحويين ومدعيي النبوة

من نوادر العرب، طرائف البخلاء والنحويين ومدعيي النبوة

عرف تاريخ العرب الأدبي عدة قصص عن طرائف البخلاء والنحويين ومدعيي النبوة. في هذا المقال تجدون مثالا على هذه القصص. وهناك الكثير منها محمعة في الفيدو أسفله (شاهد الفيديو.)

هي مجموعة من قصص ذكاء وفراسة العرب ـ مواقف حجاجية جميلة من روائع القصص.

نوادر العرب وطرائف البخلاء

نوادر العرب وطرائف البخلاء :

ذُكر أن شاباً فيه تقىً وفيه غفلة، طلب العلم عند أحد المشايخ، حتى إذا أصابأصاب منه حظاً قال الشيخ:

لا تكونوا عالة على الناس، فإن العالِم الذي يمد يده إلى أبناءأبناء الدنيا لا يكون فيه خير. فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها وليتق الله فيها.

ذهب الشاب إلى أمه فقال لها: ما هي الصناعه التي كان أبي يشتغل بها؟ فاضطربت المرأة، فقالت: أبوك قد ذهب إلى رحمة الله، فما بالك والصنعة التي يشتغل بها؟

فألح عليها وهي تتملص منه حتى اضطرها إلى الكلام، فأخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصاً. فقال لها: إن الشيخ أمرنا أأمرناأن يشتغل كلٌ بصنعة أبيه، وليتقي الله فيها.

قالت الأم: ويحك، وهل في السرقة تقوى؟ فقال لها: هكذا قال الشيخ.

وذهب فسأل وتسقّط الأخبار، الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص فأعد عدة السرقة وصلى العشاء، وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ؟

فبدأ بدار جاره وهمّ أن يدخلها، ثم ذكرأن الشيخ قد أوصاه بالتقوى، وليس من التقوى إيذاء الجار. فتخطى هذه الدار ومر بأخرى. فقال لنفسه هذه دار أيتام والله حذّر من أكل مال اليتيم.

نوادر العرب – منزل التاجر
وما زال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني، وليس فيه حرس، و يعلم الناس أن عنده من الأموال التي تزيد عن حاجته.

فقال: هاهنا، وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها، ففتح ودخل فوجد داراً واسعة وغرفاً كثيرة، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئاً كثيراً.

فهم بأخذه ثم قال: لا يؤدي زكاة أمواله لنخرج الزكاة أولاً. وأخذ الدفاتر وأشعل فانوساً صغيراً جاء به معه وراح يراجع الدفاتر ويحسب. وكان ماهراً في الحساب، خبيراً بإمساك الدفاتر.

فأحصى الأموال وحسب زكاتها فنحى مقدار الزكاة جانباً، واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات، فنظر فإذا هو الفجر.

فقال: تقوى الله تقضي بالصلاة أولاً. وخرج إلى صحن الدار فتوضأ من البركة وأقام الصلاة، فسمع رب البيت فنظر، فرأى عجباً، فانوساً مضيئاً ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاة.

فقالت له امرأته: ما هذا؟ فقال: والله لا أدري. ونزل إليه. فقال: ويلك، من أنت، وما هذا؟ قال اللص: الصلاة أولاً ثم الكلام، فتوضأ ثم تقدم فصلِ بنا فإن الإمامة لصاحب الدار.

فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح، ففعل ما أمره، والله أعلم كيف صلى. فلما قضيت الصلاة، قال له: أخبرني من أنت، وما شأنك؟

قال: لص.قال: وما تصنع بدفاتري؟ على أحسب الزكاة التي لم تخرجها من 6 سنوات، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها.

فكاد الرجل يجن من العجب، وقال له: ويلك، من أخبرك؟ هل أنت مجنون؟

فخبّره خبره كله. فلما سمعه التاجر ورأى ضبط حسابه، ذهب إلى زوجته فكلمها، وكان له بنت. ثم رجع إليه فقال له:

ما رأيك لو زوجتك ابنتي، وجعلتك كاتباً وحاسباً عندي؟ وأسكنتك أنت وأمك في داري، ثم جعلتك شريكي؟ قال: أقبل.

وأصبح الصباح فدعا المأذون بالشهود وعقد العقد.