مراهق

رسالة إلى ابني المراهق

لماذا هذه الرسالة؟

تمت كتابة هذه الرسالة (رسالة إلى ابني المراهق) لأن في الآونة الخيرة اشتكى لي كثير من الآباء والأمهات حول ابنائهم المراهقين الذين قسموا ظهورهم بانحرافاتهم المختلفة كشرب السجائر وتعاطي المخدرات والتخلي عن القيم والمبادئ.

رسالة إلى ابني المراهق

إليكم نص الرسالة علها تنفع من يهمه الأمر.

نص الرسالة

ابني الغالي ارجوك ان تقرأ هذه الرسالة الى الآخر. هي رسالة من والدين خائفين على ابنهما الذي يحبانه كثيرا.

في البداية أود أن أذكرك بأنك كنت دائما مفخرة لنا. لك ذكاء فريد من نوعه. انت كتوم في تفكيرك، كما ان عقلك عميق في تحليله للأشياء. زد على ذلك انك لطيف في طبعك. ودود ومحبوب في علاقاتك. لكن مؤخرا بدأت تتغير. هذا امر طبيعي يا ابني. لا تظن أنك مختلف عن الآخرين. جميعنا مررنا من نفس المرحلة. هي مرحلة تتبدى لك فيها الحياة بكل مفارقاتها وتناقضاتها حتى انك يُخيل لك أن الحياة عبث في عبث، ويُخيم عليك الحزن والبؤس.

لكن يجب أن تعرف شيئا واحدا يا ابني. تتغير الامور دائما ولا تبقى على حالها. اعلم انه من الممكن ان تغيب شمس السعادة يومـاً ما. لكنها ستشرق حتماً في اليوم الموالي، معلنة ً عن فجر جديـد مليء بالفـرح. فلا تحزن. أرجوك لا تحزن.

أنا أعرف انك تمر من هموم لا تُعد ولاتحصى. لكن كن قويا. كن بطلا وشجاعا لمواجهتها. أنت تعاني من:

  • هموم الدراسة.
  • صراعات مع نفسك.
  • صراعات معنا.
  • أوامرنا لا تتوقف.
  • نصائحنا مملة.
  • فروض وواجبات.
  • عقد نفسية.
  • هموم لا يعرفها أحد إلا أنت.

لكن كن قويا. كن شجاعا. كن بطلا في هذه المرحلة. مرحلة ستمر منها رُغما عنك كما مرّ منها الجميع. ستخرج منها إن شاء الله. لكن حاول أن تخرج منها بسلام. فإن لم تكن بطلا لمواجهة همومك فانك سترتكب أخطاء كثيرة. وسوف تندم عندما ستخرج من هذه المرحلة. فأنت في مرحلة تحتاج فيها إلى احترام الآخرين وثقتهم. في مرحلة الصراع من أجل نيل الحرية والاستقلال بذاتك عن الآخرين. في مرحلة لا تحب فيها الأوامر والضغوطات. في مرحلة تريد أن يحس بك الجميع بأنك كبير ولك شخصيتك المستقلة.

ولهذا إن لم يتحقق كل ذلك فانك تعبر عن ذاتك بطريقة أخرى. بارتكاب أخطاء أنت الضحية فيها. تريد أن تنتقم من الكبار الذين يحاصرونك بأوامرهم وعدم احترامهم لك. تريد إن تحقق ذاتا مستقلة وذلك بارتكاب الأخطاء.

أنت بريء مهما فعلت. فأخطاؤك لها أسباب. وإهمالك لدروسك له أيضا أسباب. وحزنك له أسباب. إلا أنني اطلب منك أن تقلل أخطاءك. لأنك أنت الضحية في آخر المطاف. وأنت الذي ستحصد النتائج عندما تكبر وتخرج من هذه المرحلة. أنت ستخرج من كل هذه الصراعات. لكن كيف ستخرج؟ هل ستجد نفسك قد فقدت كل شيء؟ أم هي جروح طفيفة وسهلة العلاج؟

خذ هذه الوصفة. وصفة السعاد:

  1. نظم وقتك. اهتم بواجباتك الجامعية.
  2. استقل عن الآخرين نفسيا. حاول أن تحلل وتفهم نفسك قبل أن يفهمك الآخرين.
  3. اختر رفيقك وصديقك قبل الانطلاق. إياك ورفقاء السوء.
  4. إياك ومقارنة وضعك بوضع الآخرين.
  5. إياك أن تطالب بحقك قبل القيام بواجبك.
  6. تعامل مع أبويك على أساس أنهما لا يفهمان معنى المراهقة. تعامل معنا وفق ما نحب فيك ونريد منك. لأنه ليس من صالحك أن تتحدانا. أو تحاول تغيير سلوكياتنا وتفرض الأمر الواقع. لأنك مهما حاولت فلن تغير أفكارنا. وكلما حاولت التحدي وتغيير المحيطين بك إلا وستزداد صراعاتك. بل حاول أن تتأقلم مع الوضع وتتصرف حسب واقعك وليس حسب الواقع الذي تحلم به.
  7. تمتع بحياتك كيفما شئت، لكن لا تتعاطى المخدرات. انت في غنى عن مشاكل صحية ونفسية أخرى. لن أتحمل أن أراك في وضع صحي سيئ ولا في حالة عقلية مضطربة. المخدرات تهوي بك في بئر سحيق لا قرار له.
  8. ولا تنسى أن تنظم علاقتك مع الخالق. فوالله إن طرقت باب الله فلن تطرق بعده بابا آخرا. فباب العودة إلى الله هو باب السعادة. فسبب معاناة الكثير من الناس هو أنهم ما زالوا لم يطرقوا باب الله والدعاء والخشوع له بصدق. استعن بالله ولن تفشل.

هيا يا بطل امسح عينيك من الدموع وقرر أن تبدأ حياة جديدة….قرر أن تأخذ بزمام سعادتك التي تنتظرك. غير نفسك قبل تغيير الاخرين.

نحبك كثيرا يا ابني. والله لن تجد من يحبك أكثر منا

المزيد من المقات حول التربية

التعليقات مغلقة.