مريم بنصالح شقرون: قصة نجاح سيدة أعمال مغربية

في هذا المقال سنتطرق إلى قصة نجاح مريم بنصالح شقرون التي تغتبر من أنجح سيدات الأعمال المغربيان. قصةمريم بنصالح شقرون قصة نجاح امرأة رائدة في مجال المال والأعمال.

بالإضافة إلى مجال المال والأعمال خاضت السيدة مريم بنصالح شقرون غمار مجال التسيير والتدبير حيث تقلدت مسؤولية رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهي أول امرأة تتقلد هذا المنصب الرفيع. كما تشغل مريم بنصالح منصبين هامين، فهي مدير عام شركة المياه المعدنية بأولماس التابعة لمجموعة هولماركوم التي يترأسها شقيقها محمد حسن بن صالح، والتي تسيطر على العديد من المواد الأساسية في السوق المغربي. كما تشغل مريم بنصالح منصب رئيس لجنة تدقيق الحسابات وعضو في مجلس إدارة البنك المركزي المغربي.

حياة مريم بنصالح شقرون

ولدت السيدة مريم بنصالح في منطقة تافوغالت بإقليم بركان الواقع في الجهة الشرقية للمغرب، فهي أكبر أبناء عبد القادر بنصالح بنصالح شقرون، أحد الموقعين على بيان الاستقلال لعام 1944 ومؤسس مجموعة هولماركوم، الخمس. وكان والدها أيضا يعمل في فريق البكاي بن مبارك الهبيل، الذي كان أول رئيس حكومة بعد الاستقلال وينحدر كذلك من بركان.

تزوّجت مريم بنصالح-شقرون من جمال شقرون، الابن الأكبر للكاتب عبد الله شقرون والممثلة أمينة رشيد، ولديهما ثلاثة أطفال.

حصلت مريم بنصالح-شقرون على دبلوم المدرسة العليا للتجارة في باريس وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال والتدبير والمالية الدولية من جامعة دالاس في تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1986.

إنجازاتها

بعد عودتها إلى المغرب، عملت مريم بنصالح لمدة عامين في مؤسسة الإيداع والقروض (SMDC)، حيث كانت تعمل في مصلحة السندات والمساهمات. ومن ثم، انتقلت إلى المجموعة المالية التي يرأسها والدها، حيث تسلمت منصب المديرة الإدارية والمالية لشركة المياه المعدنية بأولماس. وقد ساعدت في توسيع نطاق أعمال الشركة التجارية، حتى أصبحت تحتكر وتسيطر على 70% من سوق المغرب.

وتشغل السيدة بنصالح – شقرون أيضًا مناصب عديدة في المؤسسات الرائدة. فهي عضو في مجلس بنك المغرب (البنك المركزي المغربي)، ورئيسة لجنة تدقيق الحسابات به. كما أنها عضو في مؤسسة محمد الخامس، ورئيسة المجلس الأورومتوسطي للوساطة والتحكيم، وعضو في المجلس العربي للأعمال، واللجنة المديرية للمجلس المغربي – البريطاني للأعمال، ومنظمة الرؤساء الشباب، ومجلس وكالة التنمية الاجتماعية.

وتشغل أيضًا مريم بنصالح – شقرون مناصب في المجال التعليمي، حيث هي عضو في مجلس إدارة جامعة الأخوين. كما أنها عضو في مجلس إدارة مجلس الأعمال العربي، وعضو في مجلس رجال الأعمال المغاربة والبريطانيين، وعضو في وكالة التنمية الاجتماعية. وهي تشغل العديد من المناصب الهامة في المنظمات المغربية والدولية.

واجهت مريم بنصالح في كل هذه المناصب الرفيعة مجموعة من التحديات الاقتصادية، حيث عملت على تعزيز دور الإتحاد العام لمقاولات المغرب في تمثيل مصالح الشركات والدفاع عنها. كما نجحت في إدارة الانقسامات بين الشركات بمهارة وحذر، وتحسين مناخ الأعمال التجارية وإصلاح قانون العمل وقانون الإضراب. وقد أدارت كل هذا بشكلٍ ماهرٍ ومتميزٍ، وحافظت في الوقت ذاته على علاقاتٍ ودية مع الحكومة.

حصلت بنصالح شقرون على العديد من الجوائز، ومن بينها وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط (وسام الاستحقاق الوطني – المغرب) في عام 2013، ووسام الصليب الأكبر للاستحقاق المدني من إسبانيا في عام 2017. وتم اختيارها كواحدة من “أكثر 25 امرأة مؤثرة في مجال الأعمال في أفريقيا” من قبل مجلة Jeune Afrique. كما جلست على مقاعد التحكيم في لجنة جوائز مبادرة كارتييه للمرأة. وظهرت بشكل منتظم في قائمة Forbes الشرق الأوسط “لأقوى سيدات أعمال عربيات”، حيث احتلت مرتكز مهمة.

إنجازات أخرى

من جهة أخرى، تقوم بنصالح شقرون بقيادة طائرتها الخاصة، وركوب الدراجات النارية من طراز هارلي ديفيدسون، وهي لاعبة جولف ماهرة، كما فازت بجائزة سباق كأس الغزلان في المغرب لسيارات الرالي عام 1993. وإلى جانب نجاحها في عالم الأعمال التجارية، تواصل بنصالح شقرون تحدي الصعوبات في جميع المجالات في حياتها، لتكون قدوة للرجال والنساء على حد سواء داخل وخارج المغرب.

انتقادات

تعرضت مريم بنصالح لانتقادات كثيرة في بداية عام 2018 بسبب رفضها الحديث باللغة العربية في إحدى المؤتمرات بالمغرب واستخدامها اللغة الفرنسية بدلاً من ذلك. كما انتقدت رد فعلها العنيف على منظمي الندوة بعدما طالبوها بالحديث باللغة العربية.

خاتمة

باختصار، يمكن القول أن مريم بنصالح شقرون امرأة أعمال مغربية ناجحة ومؤثرة، تتميز بالشجاعة والتحدي في مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية. تمكنت بنصالح من تحقيق العديد من الإنجازات العملية والاجتماعية، بما في ذلك تعزيز دور المرأة في الأعمال التجارية ودعم الشركات، وتحفيز النساء على المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تكريم بنصالح بعدة جوائز محلية ودولية، وهو ما يؤكد الاعتراف بإنجازاتها ونجاحاتها. وتمتلك بنصالح شقرون شخصية قوية ومثيرة للإعجاب، تجعلها مثالاً يحتذى به للنساء والرجال على حد سواء.

بشكل عام، يمكن القول إن مريم بنصالح شقرون هي شخصية مؤثرة ومهمة في الساحة العملية والاجتماعية في المغرب، وقد أثبتت قدرتها على تحقيق النجاحات بالرغم من الصعوبات والعقبات التي واجهتها في طريقها