ابن رشد

لماذا يكره رجال الدين ابن رشد؟

لماذا يكره رجال الدين ابن رشد؟: في هذا المقال شرح لسبب كره رجال الدين لابن رشد وسرد لكيفية دخول القلسفة والمنطق للعالم الإسلامي وبداية الصراع بين رجال الدين والفلاسفة.

لماذا يكره رجال الدين ابن رشد؟

تمت ترجمة الكتب الفلسفية اليونانية إلى العربية بأمر من المأمون (ت 218هـ)؛ الذي كان هدفه الإنفتاح على ثفافة الآخر. وكان انفتاح العرب والمسلمين على المنطق والفلسفة اليونانيتين دور كبير في تطوير الفكر النقدي والنقاش والجدال داخل التيارات المتجادبة من معتزلة وأشاعرة ومتكلمين وغيرها. لكن ضل هناك تيار محافظ من رجال الدين يقاوم ضد أي انفتاح على استعمال العقل في هذه التجادبات بدعوى أن كل الأسئلة تمت الإجابات عليها في النصوص الدينية. ولم ينتبه هذا التيار إلى الآيات القرآنية التي تدعوا إلى الاعتبار والتفكير في ملكوت الله.

وكان من الفقهاء الذين انتقدوا الفلسفة والفلاسفة الإمام الشافعي الذي قال ذات مرة “ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطو” والغزالي الذي كتب مؤلفا عنونه ب”تهافت الفلاسفة”. وكان الغزالي أشد الفقهاء على الفلاسفة وقعا لأنه خبر الفلسفة وتعمق فيها قبل أن يتزهد ويتصوف. وقد أبان في مقدمة “التهافت” تناقض الفلاسفة في عشرين مسألة، وقال في ختام قوله:

“إن قال قائل: قد فصلتم مذاهب هؤلاء أفتقطعون القول بتكفيرهم، ووجوب القتل لمن يعتقد اعتقادهم؟ قلنا: تكفيرهم لا بدّ منه في ثلاث مسائل، إحداها: مسألة قدم العالم، وقولهم إنّ الجواهر كلّها قديمة، والثانية: قولهم إنّ الله لا يحيط علماً بالجزئيات الحادثة من الأشخاص، والثالثة: إنكارهم بعث الأجساد وحشره…” الغزالي

وهذا ما جعل ابن رشد يرد على كل هذه الانتقادات الموجهة للفلسفة والفلاسفة قائلا:

“إن الحكمة هي صاحبة الشريعة، والأخت الرضيعة لها، هما المصطحبتان بالطبع، المتحابتان بالجوهر.” ابن رشد

وقد ألف ابن رشد “تهافت التهافت” ردا على الغزالي مبينا أن الفلسفة اليونانية القديمة فيها قدر كبير من الصحة ولا يمكن ترك ما قال هؤلاء الفلاسفة بدعوى أنهم وثنيون، كما أكد كذلك على أن القرآن لا نقاش فيه.

محاولات ابن رشد للدفاع عن الحكمة واستعمال العقل والقول بأن العقل والنقل يتلاقيان في نهاية المطاف بالطبع والضرورة لم تكن كافية لإقناع رجال الدين بمشروعية دراسة المنطق والفلسفة. وقد حاول، مثل الفارابي من قبل، الجمع بين الدين والفلسفة، فألف في ذلك كتابي “فصل المقال” و “مناهج الأدلة”، وقد أوصل ابن رشد الفلسفة العربية أقصى ما يمكن الوصول إليه، وشرح أرسطو شرحا شاملا وأثر كثيرا في الثقافة والفلسفة الغربية أكثر ما أثره في الثفافة الإسلامية.

و بالفعل على الرغم من أهمية محاولات ابن رشد في إعادة الإعتبار للفلسفة لدى القهاء، إلا أنّها لم تستطع أن تمحو ما فعله الغزالي بوضعية الفلسفة داخل الحقل الثقافي الإسلامي حتى أصبح ابن رشد مكروها منبودا كفره الكثيرون.

“أكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس” ابن رشد

شاهد هذا الفيديو لتفهم أكثر سبب انتقاد رجال الدين لابن رشد:

للمزيد حول ابن رشد وصراعه مع رجال الدين، اقرأ:

ما سر عداء رجال الدين للفلسفة والمنطق؟

تاريخ فلاسفة الإسلام: دراسة شاملة عن حياتهم وأعمالهم ونقد تحليلي عن آرائهم الفلسفية

للمزيد من المقالات الثقافية

مقالات الثقافية