محمود درويش

قصيدة لا تلوميني تعبت لمحمود درويش

قصيدة لا تلوميني تعبت لمحمود درويش

لإثراء محتوى الادب العربي علىأوسع نطاق، إليكم قصيدة لا تلوميني تعبت لمحمود درويش. يمكن الاستماع إلى محمود درويش يلقي القصيدة بنفسه.

الفيديو لا تلوميني تعبتُ

قصيدة لا تلوميني تعبت

أنا لا أحبكِ،

كم أحبك!

غمسي باسمي زهورَك وانثريها فوق من يمشي على جُثثي

ليتسع السَّرايْ

لا تسحبيني من بقاياكِ، اسحبيني من يديَّ ومن هوايْ

و لا تلوميني , ولومي منْ رآني سائرا كالعنكبوتِ على خطايْ

هل كانَ من حقِّي النزولُ من البنفسج ِ والتوهج ُ في دمايْ ؟

هل كان من حَقِّي عليكِ الموتُ فيكِ

لكي تصيري مريماً

وأصيرَ ناي ؟

هل كان من حَقِّي الدفاعُ عن الأغاني

وهي تلجأُ من زنازين الشعوب إلى خُطاي ؟

هل كان لي أن أطمئنّ إلى رؤاي؟

وأن أصدِّق أن لي قمراً تُكَوِّرُهُ يداي ؟

صَدَّقْتُ ما صَدَّقْتُ , لكني سأمشي في خُطاي.

أنا لا أحبِّكِ

كم أحبكِ, كم أحبكِ , كمْ سنهْ

أعطيتني وأخذتِ عمري . كم سنهْ

وأنا أسمِّيكِ الوداعَ , ولا أودعُ غيرَ نفسي . كم سنهْ

وَعَدُوكِ بالآتي وحين أتاكِ واتاكِ الحنينُ إلى السفينةِ . كم سنهْ

لم تذكري قرطاج َ؟

هل كنا هواءً مالحاً كي تفتحي رئتيكِ للماضي ,

وتبني هيكلَ القدس ِ القديمةِ . كم سنهْ

وَعَدُوكِ باللغةِ الجديدةِ واستعادوا الميتينَ مع الجريمة ِ.

هل أنا ألِفٌ, وباءٌ , للكتابةِ أمْ لتفجير الهياكل ِ ؟

كم سنهْ

كنا معاً طوقَ النجاةِ لقارَّةٍ محمولةٍ فوقَ السرابِ ,

ودفتر الإعراب ؟

كمْ عَرَبٌ أتَوْكِ ليصبحوا غَرْبا

وكمْ غَرْبٌ أتاكِ ليدخلَ الإسلامَ منْ بابِ الصلاةِ على النبي

وسُنَّةِ النفط ِ المُقَدَّس ِ ؟ كم سنهْ

وأنا أصدِّقُ أن لي أُمماً ستتبعني

وأنكِ تكذبين على الطبيعة والمسدَّس , كم سنهْ , !